احتفلت الإمارات مع دول العالم بيوم الأرض العالمي، الذي يصادف الثاني والعشرين من أبريل من كل عام، مؤكدة ما حققته من ريادة بيئية شهد بها المجتمع الدولي ومنظماته وهيئاته، وهي تتابع جهودها ومبادراتها المتعددة والتزامها الراسخ بحماية البيئة والحفاظ عليها، وتقديم وتطوير الحلول المبتكرة والمستدامة.
إن ما حققته الإمارات في هذا المجال من إنجازات غير مسبوقة، إنما هو ثمرة رؤية مبكرة للوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، رجل البيئة الأول، الذي دعا إلى معالجات وحلول لصون الكوكب الذي نعيش عليه، قبل أن ينتبه العالم إلى تداعيات الأمر من تغيّر مناخي واحتباس حراري وغيرها من الظواهر التي تهدد أمن الأرض وتثير قلق دول العالم قاطبة.
كما أن الريادة البيئية الإماراتية هي نتاج الاستراتيجيات والخطط والبرامج والمبادرات المستلهمة من ذات النهج الذي حرصت عليه قيادتنا الحكيمة، والتي أبهرت العالم خلال استضافة الإمارات لمؤتمر «كوب 28»، في نفس الموقع الذي شهد واحدة من أنجح دورات معارض «إكسبو»، وهو معرض «إكسبو دبي 2020»، والذي شهد صدور «إعلان الإمارات التاريخي» في أبلغ حشد دولي وتوافق عالمي للعمل معاً للتصدي لتداعيات التغيّر المناخي.
لقد جعلت الإمارات من حماية البيئة شاغلاً وهاجساً لدى مختلف شرائح المجتمع، بل وأسلوب تربية وحياة.
واليوم، عندما نشاهد تسابق أطفالنا وشبابنا للمشاركة في الأعمال التطوعية البيئية، فإن ذلك يعكس إدراكهم لأهمية العمل التطوعي، لاسيما على الصعيد البيئي وأثره الإيجابي لصالح الأجيال القادمة.
وفي سياق مبادراتها ومشاريعها البيئية، نفّذت الإمارات مشاريع متقدمة للغاية، منها مشاريع الطاقة المتجددة، وإعادة التدوير، والتقنيات المستدامة لتحلية المياه، وحملات التشجير، وكذلك ما يتعلق بالنقل المستدام وغيرها.
وتُعدّ الإمارات رائدة في مجال الطاقة الشمسية، حيث كانت من أوّل الدول التي تبنّت هذا المصدر من مصادر الطاقة المتجددة، ضمن عدد من المشاريع التي ساهمت في تطويرها شركة «مصدر»، والتي تشمل محطة «شمس»، أول محطة للطاقة الشمسية المركّزة في المنطقة. كما يُعدّ مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي تنفذه هيئة كهرباء ومياه دبي، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وفق نظام المنتج المستقل.
وعلى صعيد الطاقة النووية، حققت شركة الإمارات للطاقة النووية إنجازات استثنائية، عززت مكانة دولة الإمارات الريادية في المسيرة العالمية للانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة، وتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
كما حرصت الإمارات على مساعدة العديد من المجتمعات المتأثرة بتداعيات التغيّر المناخي، ونفذت فيها مشاريع للطاقة المتجددة، وأقامت محطات لطاقة الرياح وغيرها، انطلاقاً من حرصها على مساعدتها في تجاوز تلك التداعيات التي كشفت للجميع أهمية العمل معاً لحماية كوكبنا الأرض.