نحن مع توجهات اتحاد كرة القدم والجهات الرياضية ذات العلاقة، في تحديد عدد اللاعبين المسجلين ضمن قوائم الأندية، في الفرق الأولى والرجال، أو الذين يحق لهم المشاركة في المباراة، ويعزز هذا التوجه قرارات الاتحادين الدولي والقاري لكرة القدم، إن كان ذلك يصب في مصلحة كرة القدم، ويفيد العملية التسويقية في أندية ومنتخبات القارة ودول العالم، وتصبح كرة القدم مجالاً خصباً في التسويق، مثل غيرها من المنتجات في هذا المجال.
إلا أن هذا التوجه يجب ألا يؤثر على مخرجات المدارس والأكاديميات وفرق المراحل السنية في أنديتنا، وفي استقطاب البراعم والناشئين، لدعم المسيرة الكروية في المرحلة المقبلة، ولا بد من استقطاب المواهب الناشئة من أبنائنا المواطنين، وإتاحة الفرصة لهم لممارسة هواياتهم ودعم تطلعاتهم، ليكونوا في القادم من الأيام عناصر داعمة لفرقنا ومنتخباتنا في مواصلة مسيرتنا الكروية، التي نجدها في تراجع، في ظل تغافل استقطاب أبنائنا في المراحل السنية والناشئين في أنديتنا.
والشواهد على ذلك كثيرة، ونكاد نسمعها يومياً، وفي كل مناسبة يتم الحديث حول مخرجات مدارس أنديتنا الكروية، بجانب أكاديميات الأندية العالمية، التي فتحت فروعاً لها في دولتنا، وهناك مطالبات كثيرة نسمعها في وسائل الإعلام المختلفة، واتصالات نتلقاها من أولياء الأمور، بعدم حصول أبنائهم على فرص انضمامهم إلى الأندية من أجل مزاولة هواياتهم، الأمر الذي تحول إلى ظاهرة سلبية لدور الأندية في هذا المجال، والأهداف التي أنشئت من أجلها الأندية واضحة.
ودخل الاحتراف إلينا في مراحل متأخرة، وتم تحديد مساره في فرق الدرجة الأولى أو الرجال، أما فرق المراحل السنية والناشئين، فهي لأبنائنا المواطنين في الدرجة الأولى، وإكمال العدد في بعض المناطق أو الأندية، التي يقل فيها العدد المطلوب من المواطنين، لا أن تكون حكراً على غيرهم، حتى يضطر أولياء الأمور إلى الطلب من أصحاب الشأن لقبول أبنائهم في فرق الأندية، بعد أن اختفت مهنة الكشافين عن المواهب الكروية في الأحياء السكنية والمدارس، كما كان في الفترة الماضية.
نرجو من أصحاب القرار دراسة الظاهرة قبل أن تستفحل، ويغيب أبناؤنا عن مدارس الكرة في أنديتنا، وتصبح حكراً على غيرهم، وفق توجهات البعض والمستفيدين من التوجه في هذا المجال.